الحقيقة غائبة مادام هناك عنف
لا بد من
الحياة في هده الأرض, مادمت حرارة التفاعلات الاجتماعية قائمة ; تجسر اللقاءات
الإنسانية مع البشر المتشبث بقيم
الفضيلة والحب و الإخاء والتسامح و دعوته إلى السلم والسلام .هدا الإنسان
المتشبث بانتمائه إلى الأرض ,و المتزعم في نضره أشكال التقدم التكنولوجي , و المهووس بالتطور
نحو الحياة الأكثر ملائمة له
يبغي كل شيء ,
و يتحكم بإرادة عقله في كل المستجدات التي جابت بيه قريحته .لكن للأسف الشديد لقد تقوقع هدا الآدمي
في عوالم السخرية على كل ما يوجد على الأرض و السماء; حقيقته هي تسليمه
للعقل باعتباره حصان طروادة
الذي يلهمه
الركوب على كل شيء على الأخلاق و على حتى كينونته كانسان له مشاعر و أحاسيس في دواخله تجعله يميز بين
الحقيقة و الوهم.بين الخفي و
العلانية بين
البعيد والقريب ،لنظر إلى هدا الزمن الرديء الذي أنتج لنا، إنسان الهدف من وجوده في هذه الأرض سوى إفناء
وتدمير أخيه الإنسان لنلاحظ الحروب حبلى بهده المشاهد من البؤس والعنف و الخراب
والدمار مشاهد لا
تتوقف والإنسان
لا يخشى من عواقب نزقه وغفوته عن حقيقة التجاوز.لا حاجتنا لذكر هدا العنف الموجه للإنسان في كل بقاع الأرض
,كل يأخذ صورته ومبرراته
و مشروعية تبنيه
و ممارسته لهدا العنف, مرة بمبرر ديني ومرة أخرى بمبرر سياسي و مرة بدافع أنساني ومرة أخرى لمواجهة الإرهاب
أو التطرف; كل هذه
المشروعات
كلها تستمد مسمياتها من اسم واحد هو القضاء على الإنسان .وعندما أتحدث عن الإنسان ارتبط بمخيلتي بكل البشر بغض
النظر عن انتماءهم العرقي
والديني و
الثقافي والإثنوغرافي و الجغرافي أو الثالثي أو الشمالي أو الجنوبي لا شيء يقربنا إلى هذه الحقيقة سوى
ضرورة إعادتنا من جديد إلى
الإنسان
الحقيقي الأرضي الذي يرنو إلى الأمل أو المستقبل.